مفهوم
كلمة العصر في القرآن
قال
الله تعالى: " وَالْعَصْرِ (1)
" سورة العصر
·
في هذا البحث العلمي سوف أتدبر معكم من كتاب الله تعالى
مفهوم كلمة "العصر" والتي جاءت في سورة بنفس هذا الاسم وهي سورة العصر وهي
السورة رقم 103 من المصحف الشريف..
·
يعتقد الكثير من الناس من يقرأ هذه الكلمة من السورة
أنها تقصد صلاة العصر المعروفة لنا اليوم فهل هذه الدلالة صحيحة ؟!
·
لا؛
فصلاة العصر هي مصداق واحد فقط من مصاديق مفهوم كلمة (عصر)..
·
فمنهجنا وفلسفتنا في التدبر هي التعامل مع مفاهيم
القرآن. فما المقصود بهذه المفاهيم ؟
·
فالمفهوم هو: أفكار
مجردة تأتي دلالتها من دلالة الحروف الرمزية المكتوبة. ففي هذه السورة – التي تحت
البحث – على سبيل المثال نأخذ كلمة (العصر) ونُرجعها لأصلها (جذرها) اللساني
العربي المبين، فنجد أنها تتكون من تركيب هذه الحروف بهذه البنية التركيبية
كالتالي: ( ع – ص – ر )..
إذن؛ مجموع دلالة هذه الحروف فيزيائياً = المفهوم
المجرد في الذهن.
·
دلالة أصوات حروف الجذر ( ع – ص – ر )
ع: صوت
يدل على عمق أو بُعد في الشيء.
ص: صوت
يدل على حركة متصلة محددة ومغلقة.
ر: صوت
يدل على حركة سريعة منتظمة أو مرتبطة ومتصلة.
أذن
فدلالة كلمة (عصر)؛ هي: تدل على حركة دائرية مُغلقة على نفسها، ومستمرة في حركتها
بشكل سريع لا يتوقف.
1- وهذه الحركة الدلالية
تمثلت في الزمن بحركته السريعة، التي تكون مثل الدوامة تجعل الإنسان الذي يدخل فيها
يعتصر، وهنا ما مثلته سورة العصر في قوله تعالى: " وَالْعَصْرِ (1)
"..
2- وظهرت أيضاً دلالة هذه
الكلمة في الإعصار الذي يحدث من العواصف وأتربة المناخ فيحدث الإعصار الذي يكون
عبارة عن رياح تدور بسرعة فائقة في حركة دائرية تنغلق فيه على نفسها وتبتلع كل ما
حولها. وهنا ما مثلته سورة النبأ في قوله تعالى: " وَأَنزَلْنَا
مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً
ثَجَّاجًا (14) "..
3- وظهرت أيضاً هذه الدلالة
في الجهاز الذي يعصر المواد مثل الليمون ليعطي لنا من الليمون عُصارته فيعتصره في
العصارة التي تدور بشكل سريع دائري وتعصر فيها الليمون. وهنا ما مثلته سورة يوسف
في قوله تعالى: " وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ
فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا (36)
"..
·
إذن السورة تبدأ بكلمة (العصر) لأنها تُريد أن تحدثنا عن
مفهوم سُمي بـ "متاهة العصر" وهذا المفهوم صممت له نموذج كامل وكانت كل
كلمات هذا النموذج استلهمتها من كتاب الله تعالى لأخرج بهذا النموذج الذي سوف
أعرضه لكم جزء جزء في الأبحاث العلمية القادمة..
No comments:
Post a Comment