Friday, October 21, 2016

نظرية: الداروينية الجديدة أو التركيبية التطورية المعاصرة

نظرية: الداروينية الجديدة أو التركيبية التطورية المعاصرة

بقلم: محمد خلاوى 
(باحث ومدرب في الدراسات القرآنية والفكر الإنساني)

للتواصل على الأكونت الرسمي للمؤلف:
https://www.facebook.com/Dr.Mohamed.Khalawy.Shaker


سنتكلم عن الشكل الجديد المطروح الآن في المجتمع العلمي من نظرية داروين. الذي إذا أراد أحد من الباحثين أن ينتقد هذه النظرية عليه أن ينقدها في ثوبها الجديد وليس القديم حيث أن النظرية الآن أصبح لها مبادئ جديدة تماماً. بالتأكيد فيها من بعض أفكار "تشارلز داروين" ولكن ليس كلها حيث أني كما قلت أنها تغيرت كثيراً وأصبح لها مُسمى ما يعرف 

بـ "الداروينية الجديدة Neo-Darwinism" أو ما يُعرف 

بـ  "التركيبية التطورية المعاصرة Modern evolutionary synthesis"  

وهذه النظرية هي خليط من التالي:  
1- (قوانين الوراثة) لـ "جريجور مندل". 
 2- (الطفرة) لـ "هوجو دي فريس". 
 3- (الانتخاب الطبيعي) لـ "تشارلز داروين". 
 4- أفكار "أوغست وايزمان ".  

  * مبادئ التركيبية التطورية المعاصرة  

  أولاً: تعريف التطور: 

 هو حدوث تغيير في التركيبة الجينية لمجموعة من الكائنات الحية مع مرور الزمن، بحيث ينشأ نوع جديد من الكائنات مغاير في هيئته أو سلوكه للنوع السالف.  

 ثانياً: الانتخاب الطبيعي "Natural Selection":

  يعمل في اتجاه تعزيز وتدعيم واستبقاء الصفات المفضلة (الجيدة) التي تساهم في جعل الكائن أصلح (أن يكون أكثر تكيفاً مع بيئته).  
أن هناك صراعا من أجل البقاء، وأن الكائنات الحية التي تكون مهيأة بشكل أفضل قليلا لملائمة البيئة التي تعيش فيها، تكون أميل للانتصار على أقرانها في هذا الصراع من أجل البقاء، وسيتم تمثيلها في الأجيال القادمة من خلال ذريتها الناجحة في البقاء. ففي صراع البقاء المحكوم بقوانين الوجود والبيئة، ومتغيراتها الدائمة، يكون أمام النوع البيولوجي سبل ثلاثة: 

1- إما النجاح في مواجهة هذه المتغيرات البيئية والتفوق في صراع البقاء بدون حدوث تطور بيولوجي ومن خلال الصفات الحالية لهذا النوع الحي.  
2- وإما التطور المحدث لنشوء نوع جديد من أجل التكيف مع المتغيرات البيئية والتنافس الدائم بين الكائنات الحية على مصادر البقاء (فيندثر النوع السالف، ويبقى النوع الناشئ جديد).  
3- وإما الانقراض (فيندثر النوع السالف، ولا يكون له نوع خالف متطور عنه).   

ثالثاً: الطفرة "Mutation": 

وهو أصل ومنشأ التغيير في المستودع الجيني.. 

1- الطفرات الجينية:  قد تتحول قاعدة نيتروجينية بأحد الجينات إلى قاعدة أخرى، فتتحول القاعدة A مثلاً إلى C أو G أو T "طفرة نُقْطِيَّة Point mutation". وقد يُغير ذلك من حمض أميني بالبروتين الذي يُشفَّرُ له الجين، وربما تسبب هذا في تغيير نوع البروتين الناتج.  وقد يحدث أن تُحذَف قاعدة أو أن تُضاف قاعدة، ومن شأن هذا أن تتحَوّر كل الكودونات التالية، فينتج بروتين جديد يختلف عن البروتين الأصلي، أي أن حرفاً واحداً يُضاف أو يُحذف يكفي لتغيير البروتين !   

    2- الطفرات الكروموسومية:    
أثناء انقسام الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية والبويضات كثيراً ما يُعاد ترتيب مقاطع كاملة من الكروموسومات، فتنتقل هذه المقاطع داخل نفس الكروموسوم أو إلى كروموسوم آخر، الأمر الذي يتسبب في تغيرات في بينة الكروموسومات(1).    
رابعاً: الانعزال:  

1- انعزال جغرافي. (ينتج لنا أكثر من موطن).  
2- انعزال تكاثري (تناسلي). "انطواء داخل الوطن الواحد Sympatric Speciation".    

خامساً: التغير بمرور الزمن :  

أن تغييرات طفيفة جداً تحدث في كل جيل واحد من الكائنات الحية، ثم تحدث تغييرات طفيفة أخرى في الجيل الذي يليه، وهكذا تستمر العملية، بحيث تتراكم التغييرات على مدى فترات شاسعة من الزمن الجيولوجي (نتكلم هنا عن ملايين السنين)، يكون من شأنها إحداث تغييرات كبيرة في النوع البيولوجي، بحيث ينشأ نوع بيولوجي جديد ومغاير لسلفه البيولوجي (الذي وجد قبل مرور هذا الزمن الجيولوجي الشاسع).   فالتطور لا يحدث بسرعة واحدة. التطور يكون سريعاً أبان الانتواء، وعندما يتكيف النوع الجديد مع التطور يرجع بطيء كما كان من قبل.   

  سادساً: "الأصل المشترك Common Descent":  

أن الكائنات الحية في عالمنا اليوم إنما تأتي من أسلاف مشتركة، عاشت في الماضي السحيق، وأن العلاقات بين الكائنات الحية جميعا يمكن وصفها وتمثيلها في شجرة تطورية، كلما اقـتربنا من الأفرع (لهذه الشجرة التمثيلية) وجدنا الأنواع المتطورة الكثيرة التي تعيش في عالمنا اليوم، وكلما اقـتربنا من الجذع (لهذه الشجرة التمثيلية) وجدنا الأسلاف المشتركة التي صدرت عنها هذه الكائنات العديدة. (انظر شكل 1).    

( شكل – 1 ) شجرة الحياة طبقاً لمفهوم التطور

  سابعاً: التعقيد في التطور:  

أن تطور الأنواع الجديدة لا يعني أن تكون هذه الأنواع تتطور دائماً من أنواع أكثر تقدماً. فليس بالضرورة أن يتجه التطور دائماً إلى تطور أكثر تعقيداً. 

-----------------------------------------------------------------------------
(1) للطفرات الكروموسومية صوراً عديدة، ويُطلق عليها اسم "الشذوذ الكروموسومي Chromosome abnormality"، منها: 
 - "الإقلاب inversion"، يعني أن ينكسر الكروموسوم في مكانين ثم ينقلب هذا المقطع المكسور ويستقر مقلوباً في نفس موضعه.  
- "الاقتضاب deletion"، يعني أن يَفقد الكروموسوم قطعة منه.  
- "الإيلاج insertion"، يعني أن يُضاف إلى الكروموسوم مقطع من مصدر مجهول ويصبح جزءاً منه.  
- "الانتقال translocation"، وهو أن يتحرك جزء من مادة الكروموسوم إلى مكانٍ آخر، قد يكون بنفس الكروموسوم أو يكون في غيره. 



No comments:

Post a Comment