Saturday, October 15, 2016

المقال الثاني: مفاهيم في القيادة يجب أن تصحح

مفاهيم في القيادة يجب أن تصحح
بقلم: محمد خلاوى
(باحث ومدرب في الدراسات القرآنية والفكر الإسلامي)

أستكمل ما بدأته معكم في المقال الأول من هذه السلسلة وقد تحدثت في المقال السابق عن (مبادئ تأسيسية في علم القيادة الحديثة).. واليوم في هذا المقال الثاني سأتحدث معكم عن (مفاهيم في القيادة يجب أن تصحح)..
طرحت في المقال السابق النموذج الأول من سلسلة القيادة الذي أسمه (نموذج فهم القيادة).. وتكلمت فيه عن القدرة القيادية واليوم أستكمل معكم هذا النموذج..



  ·        روابط قيادية:
وهنا أذكر لكم قواعد مهمة في القيادة ومفاهيم يجب أن تصحح..

  1-  لا توجد علاقة بين القدرة القيادية والعلم.

مثال: الصحابي (أبو ذر الغفاري)..
يقول عنه الرسول: "
ما أظلت الخضراء (يعني السماء لخضرتها صفة غلبت غلبة الاسماء) ولا أقلت الغبراء (يعني الأرض لغبرة لونها او لما فيها من الغبار) أصدق من أبي ذر". (رواة الترمذي: 6238).
وقال عنه الإمام علي: " وعاءُ امتلاء علماً فأوكآه فلم يخرج منه شيء"...

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم" (رواه مسلم: 1826).

 676 - وعنه قال: قلت يا رسول الله ألا تستعملني فضرب بيده على منكبي ثم قال: " يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدي الذي عليه فيه"..

 وعلى الجانب الأخر بينما نرى خالد بن الوليد رضي الله عنه لم يكن عالم بل كان يُخطئ في قصار السور قد كان حكم عمله كقائد للجيوش كان يصلي بالناس و قيل أنه أخطأ مرة في سورة الكافرون فلما فرغ من صلاته اعتذر و قال: "شغلني الجهاد عن القرآن". 

  2-  لا توجد علاقة بين القدرة القيادية والسن.
مثال: أسامة بن زيد..
الرسول عليه الصلاة و السلام أمّر أسامة بن زيد رغم صغر سنه كان عمره 17 أو 18 سنة على جيش فيه كبار الصحابة (كان فيه أبو بكر وعمر)، و طعن فيها بعض الصحابة قال عمر: " أمّر علينا صبياً"، و لما علم الرسول بطعن بعض الصحابة لإمارة أسامة خطب خطبة طويلة في آخر ثلاث أيام من حياته وقال: "إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه. وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة كما كان أبوه _زيد_خليقاً لها و إن كان لمن أحب الناس إلي ووالده. إن ابنه لمن أحب الناس إلي بعده"...

  3-  لا توجد علاقة بين القدرة القيادية والجنس (ذكر أو أنثى). 

هل الرجل أقدر على القيادة من المرأة ؟

المرأة تتميز عن الرجل ببعض الأمور القيادية و يفوقها الرجل في غيرها.
  -       المرأة لا تتخذ قرارات بسرعة تحتاج للاطلاع و قراءة الدراسات و التشاور فبلقيس قالت في القرآن "ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون" بينما الرجل يميل إلى الدكتاتورية و القرار السريع "نحن أولوا قوة و أولوا بأس شديد و الأمر إليك فافعلي ما تأمرين" هي تقول أشيروا علي و هم يقولون استبدي.
  -        في الأزمات المرأة عندما تخطط و تفكر تتفوق على الرجال و تستشير أكثر وهي مبدعة أكثر بنسبة 25%.
  -       المرأة عندما تقود رجال أو رجال ونساء تستشير و حين تقود نساء تصبح مستبدة.
  -        و أيضاً أن المرأة حين تبدأ مشروع لا تتركه أبداً حتى لو كان خاسراً و كأنه طفل لها و علمياً المرأة أقل حزماً من الرجال.
  -       قيادات نسائية مُدحن في القرآن و السيرة: بلقيس – ملكة سبأ – السيدة عائشة قادت جيشاً فيه طلحة و الزبير.

  ·        المقارنة القيادية بين الرجل والمرأة:

الـرجل القيادي
الـمـرأة القيادية
يعمل بدرجات متفاوتة من الجهد ولكن بدون انقطاع.
تعمل بدرجة واحدة من الجهد ولكنها تأخذ فترات راحة قصيرة متباعدة.
المقاطعات والزيارات تربكه وتؤثر على إنتاجيته وأدائه.
تعتبر الزيارات والمقاطعات فرصة لبناء العلاقات ولتفهم احتياجات الأتباع ومساعدتهم.
يحرص على العمل بشكل كبير ولا يتخلل ذلك أمور أخرى في الغالب.
تخصص وقتاً للأمور الأخرى ومن أهمها متابعة الأمور الأسرية.
له علاقات واسعة مع أشخاص خارج المنظمة.
لها علاقات واسعة مع أشخاص خارج المنظمة.
يتابع أداء المهمة تلو المهمة دون تركيز كبير على تقييم الأداء أو النظر في الآثار المستقبلية.
تقيم كل عمل وتحرص على دراسة الآثار المستقبلية والآثار العامة على الأسرة والبيئة والتعليم ونحوها.
يرتبط بعمله بشكل عميق.
ترتبط بعملها ولكنها ترتبط بأمور كثيرة أخرى.
يحب الاحتفاظ بالمعلومات.
تحب تبادل المعلومات.
يحرص على التسلسل التنظيمي.
تعمل من خلال شبكة علاقات وليس تسلسل تنظيمي.


  4-  لا توجد علاقة بين القدرة القيادية والجسم.

  5-  لا توجد علاقة بين القدرة القيادية والتقوى.

وأختم معكم المقال بمقولة الدكتور: (جون أدير) (استشاري بريطاني في القيادة و الإدارة و أول من تخصص في علم القيادة).
ألف 50 كتاب في الإدارة أشهرها "قيادة محمد" وقال فيه:
"مثّل محمد مبدأً عالمياً للقيادة الجيدة من خلال مشاركته قومه في الأعمال و المخاطر و المشقات و هو ما يتوقعه الناس في قرارة أنفسهم من قادتهم فالمشاركة في المشقات تمنح القائد أمراً نادراً و هو السلطة الأخلاقية، مما يكسبه ما هو أهم من احترام الناس وهو محبتهم"..

وللحديث بقية بالتأكيد أستكمله معكم في المقالات القادمة من هذه السلسلة...





No comments:

Post a Comment