خطوات صناعة المفكر
بقلم: محمد خلاوى
(باحث ومدرب في الدراسات القرآنية والفكر الإنساني)
· لماذا أتحدث في سلسلة المقالات هذه عن صناعة
المفكر ؟
أن الأمة
الإسلامية بدأت في التخلف منذ ما يقارب حوالي 400 سنة قد مضت. ونحن إلى اليوم لم
نستطع النهوض من جديد وبناء الحضارة الإسلامية كما كانت أو أفضل..
لذلك بدأ المفكرون بالتحليل في العوامل التي أدت إلى هذا التخلف الشديد الذي وصلنا إليه إلى اليوم. وألخص لكم أهم هذه الأسباب وهي ثلاثة أسباب أو أزمات رئيسية:
لذلك بدأ المفكرون بالتحليل في العوامل التي أدت إلى هذا التخلف الشديد الذي وصلنا إليه إلى اليوم. وألخص لكم أهم هذه الأسباب وهي ثلاثة أسباب أو أزمات رئيسية:
1- أزمة الفكر.
2- أزمة القيادة.
3- أزمة الأخلاق.
لذلك
بدأت الاهتمام بهذه الجوانب الرئيسية الثلاثة وقد درستها جيداً.. وأحب أن أشارككم
هذه الدراسات التي درستها لكي تعم الفائدة على الجميع ولعلنا نجد من يهتم مثلي
وينشر هذه الأفكار بين الناس.. وسوف أخذ كل أزمة على حدا وأقدمها لكم من خلال
سلسلة مقالات متكاملة تدرس هذه الأزمة.. ولعل الحديث اليوم سيكون عن (أزمة الفكر)
والتي هي أهم هذه الأزمات الثلاثة.. والتي عنونت لها هذه السلسلة المتكاملة بعنوان
"بناء المفكر" وهذا أول مقال نبدأ به هذه السلسلة..
هذه
السلسلة تُلَبي احتياج الكثير من الشباب (ذكور وإناث) الذي يُريد أن يصبح مهتم
بهذا المجال وينتج فيه الكثير من الأفكار الهامة التي تعالج واقعنا المعاصر وتصل
بنا إلى الحضارة المنشودة التي نُريدها.
وجعلت
هذه السلسلة برنامج تدريبي شامل وكامل من يقرأه يستطيع أن يكون على السلم في
خطواته الأولى لبناء نفسه ليستعد أن يدخل المجال الفكري بقوة وبمنهجية علمية واضحة
جداً.
ولعلي
سأنشر كتاب بعنوان (بناء المفكر).. قريباً في عام 2017م.
·
المخرجات المطلوبة في مُفكر الحضارة:
1- مُفكر لدية القدرة على
البحث العلمي والكتابة والتأليف.
2- مُفكر لدية القدرة على
التفكير الموضوعي والنقدي والإبداعي.
3- مُفكر لدية القدرة على طرح
نظريات جديدة في الفكر الإنساني.
4- مُفكر لدية القدرة على طرح
الحلول النظرية والعملية لأزمات الواقع المعاصر.
5- مُفكر لدية القدرة على
التدريب والتدريس الإبداعي.
·
ماذا نحتاج من تدريب لبناء مُفكر الحضارة ؟
1- التدريب على مهارات
التفكير بشكل شامل.
2- التدريب على أدوات ومهارات
نشر الفكر.
3- التدريب على المنهجية
الفكرية العلمية المنظمة.
4- التدريب على معرفة تاريخ
الأمم والحضارات تقدمها وتأخرها.
5- التدريب على كيفية التعليم
الذاتي وزيادة الثقافة المعرفية.
قبل
أن نبدأ الكلام عن من هو المفكر الذي نريده وما هي مواصفاته وما هي مهامه علينا
أولاً أن نُعرف بعض المصطلحات المتداولة في هذا المجال وكل ما له علاقة بكلمة
الفكر، بعض الناس عندما يسمع كلمة الفكر لا يفهم المعنى المطلوب ويشعر أنه شيء
هلامي مبهم لا يفهم لذلك يقول بعض الناس على أن المُفكر هو: "ذلك الذي يتكلم
كلاماً ولا يفهم الناس منه شيئاً !"...
عجيب
هذا المفهوم الراسخ عند كثير من الناس وخصوصاً شباب اليوم هل صحيح أن الفكر وحديث
المفكرين شيء معقد لا يفهمه أحد ؟!
أنا
لا أعتقد ذلك مطلقاً وإن كان كلام الناس هذا صحيح وذلك يرجع إلى أنه يوجد بعض
المفكرين الكبار عندما يتكلموا حقاً في أمور الفكر يتكلموا ويكتبوا بأسلوب معقد
جداً وأنا واحد من الناس قد قرأت بعض الكتب التي فيها مثل هذه النوعية من التعقيد
والتعالي على القارئ !
لماذا
كل هذا التعقيد ؟!
بالعكس
فأنا أرى أن من أهم مهام المُفكر هو تبسيط الفكر ونشره لعوام الناس، وليس التعالي
في أسلوب الكتابة كما سمعت من بعض المفكرين يقول ذلك بأنفسهم أنهم يكتبون فقط
للمثقفين والنخب وليس لعوام الناس ! ...
لذلك
دعونا ندخل على بعض التعريفات التي جمعتها لكم وطرحتها بشكل مبسط جداً حتى
تتذكروها ولا تنسوا إي شيء منها، فالتعريف الأصل فيه أن يكون مختصر جامع ومانع
جامع لكل معاني الكلمة ومانع أن يدخل عليه الزيادة.
· تعريفات:
أول شيء يجب أن
نطرحه في هذا الكتاب هو قضية التعريفات، وفي هذا سؤال يطرحه الكثير من الشباب وهو:
من هو المُفكر ؟!
-
الفكر: هو إعمال العقل في أمر ما للوصول إلى رأي جديد
فيه.
-
المفكر: هو الشخص القادر على إعمال عقله في أمر ما
للوصول إلى رأي جديد فيه.
-
مثال: المفكر الاقتصادي: هو الشخص القادر على إعمال عقله
في الأمور الاقتصادية للوصول إلى رأي جديد فيها.
-
المفكر بشكل عام هو: الذي يبحث في الظاهرة الحضارية
(تأخر وتقدم الأمم).
-
الحضارة: هي منهج فكري لأمة في حقبة تاريخية يتشكل في
مدنية.
-
المدنية: هي الإنتاج الإنساني المادي والمعنوي.
-
الثقافة: هي مجموع المعارف والقيم التي تحكم السلوك.
-
المُثقف: هو الشخص ذو الحصيلة الكبيرة من المعارف والقيم
التي تحكم السلوك.
-
المعارف: هي مجموع المعلومات.
-
السلوك: هي موافقة الأفعال للقيم والأقوال.
-
القيم: هي المبادئ الرئيسية التي يتبناها الإنسان.
-
والقيم تتعلق بالأفراد والأخلاق تتعلق بالمجتمع.
-
الإبداع: هو عملية الإتيان بجديد مُفيد.
-
التجديد: هو إعادة استعمال شيء قديم بطريقة جديدة.
-
الذكاء: هو سرعة الفهم والاستنتاج.
-
الخاطرة: ما يمر بالبال من أفكار دون تدقيق.
-
الموهبة: القدرة على أداء أمر ما بسهولة وإتقان.
-
الفلسفة: أتت من الكلمة Philosophy وهي من مكونة كلمتين سريانيتين
هما؛
(فيلو
Philo)
وتعني: الباحث، الطالب. (صوفي sophy) وتعني: التوهج، الانتقاد،
الاشتعال.
وهذا
يعني كله التخلص من أثقال المادة والتوهج بنور العقل.
إذن
كلمة (الفلسفة Philosophy)
لا تعني حب الحكمة كما أدعوا ولكن هي تعني طالب الصفاء.
إذن
(الفيلسوف) في الأصل السوري شيء و (الحكيم) شيء أخر. فالحكيم هو (حكيمون) التي
صارت في الغرب الإغريقي (أكيمون) و
(أكيموس)، وباللاتينية (أسيمون) و (أشيمون). والحكيم بالسريانية والفصحى هو:
العالم صاحب الحكمة المتقن للأمور؛ ولا يسمى الرجل حكيماً حتى يجمع العلم والعمل.
-
وهذا تعريفي الخاص بكلمة الباحث: هو الشخص الذي يبحث
ويحاول الوصول للحقيقة باستخدام أدوات البحث العلمي.
· نموذج بناء المُفكر:
هذا
نموذج معرفي صممته لك لمعرفة ما هي الصفات الهامة المطلوبة فيك لتكون من المفكرون
الذين يساهمون في البناء المعرفي للأمم والحضارات ومنها وأهمها الحضارة الإسلامية
العربية..
أختم
معكم هذا المقال بهذا النموذج وفي المقال القادم سأتحدث عنه بالتفصيل...
No comments:
Post a Comment